تحذيرات مناخية في بريطانيا.. فيضانات وعواصف تهدد حياة السكان
خلال عطلة نهاية الأسبوع
حذر خبراء الأرصاد الجوية في بريطانيا من أخطار العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة التي قد تُشكّل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان خلال عطلة نهاية الأسبوع، في ظل تداعيات التغير المناخي المتزايدة.
وأصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيرًا كهرمانيًا يشمل لندن ومعظم مناطق جنوب شرق إنجلترا، يبدأ من الرابعة صباح السبت حتى الحادية عشرة صباحًا، وسط مخاوف من فيضانات سطحية سريعة أو عميقة قد تضرب المناطق الحضرية وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتسري كذلك تحذيرات من العواصف الرعدية باللون الأصفر على معظم أنحاء إنجلترا حتى الساعة التاسعة مساءً، حيث يُتوقع هطول أمطار تراوح بين 15 و25 ملم في أقل من ساعة، أما في إسكتلندا، فيسري تحذير أصفر من الأمطار يبدأ مساء السبت ويستمر حتى ظهر الأحد.
وتأتي هذه التقلبات الجوية نتيجة عواصف رعدية تتحرك من فرنسا، وقد تُسبب فيضانات كبيرة في الشوارع والمناطق منخفضة الصرف، بالإضافة إلى صواعق متكررة وتجمعات مائية محلية، ودعت السلطات سائقي السيارات إلى توخي الحذر، خاصة مع ازدحام الطرق بسبب بدء عطلة الصيف المدرسية في إنجلترا وويلز.
لندن في قلب العاصفة
تُعد لندن الأكثر عرضة لمشكلات الفيضانات الناتجة عن مياه الأمطار السطحية، نظرًا لاتساع رقعة الأسطح غير المنفذة للمياه، ووفقًا للتحذير الكهرماني، قد تسقط أمطار غزيرة تصل إلى 20–40 ملم خلال ساعة واحدة فقط، مع إمكانية تراكم يصل إلى 70–100 ملم خلال بضع ساعات.
أما درجات الحرارة، فمن المتوقع أن تبقى منخفضة نسبيًا، بين 12 و15 درجة مئوية مع استمرار الغيوم والأمطار، وقد تصل محليًا إلى 15–16 درجة مئوية في فترات الطقس المشمس القصيرة.
أزمة تغير المناخ
تواجه بريطانيا، شأنها شأن معظم دول أوروبا، تداعيات متسارعة لتغير المناخ تتمثل في طقس أكثر تطرفًا وتكرارًا غير معتاد للعواصف والأمطار الغزيرة وموجات الحر، وتشير التقارير العلمية، ومنها تقارير مكتب الأرصاد الجوية البريطاني والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، إلى أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية يسهم في زيادة شدة الأمطار والعواصف الرعدية نتيجة ارتفاع قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة.
في بريطانيا تحديدًا، أصبحت العواصف المفاجئة والفيضانات السطحية ظاهرة متكررة بشكل لافت خلال العقدين الماضيين، وهو ما يهدد البنية التحتية، ويؤثر في حياة السكان والاقتصاد، ويُرجع الخبراء ذلك جزئيًا إلى التوسع العمراني الكبير في المدن الكبرى -مثل لندن- الذي يضاعف مشكلة الأسطح غير المُنفّذة ويقلل قدرة التربة على امتصاص مياه الأمطار.
على المستوى العالمي، يتوقع العلماء أن استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة بالوتيرة الحالية سيؤدي إلى طقس أكثر تطرفًا، بما يشمل موجات حر أطول، وفيضانات أشد وتراجعًا ملحوظًا في استقرار المناخ. وفي أوروبا، يُقدر أن الأضرار الاقتصادية الناتجة عن الكوارث المناخية قد تتضاعف بحلول منتصف القرن إذا لم تُتخذ تدابير صارمة للتخفيف والتكيف.
وبينما تواجه بريطانيا بالفعل تغيرًا ملحوظًا في أنماط الأمطار وزيادة في تكرار العواصف، تُحذر التقارير الرسمية من أن السنوات المقبلة قد تشهد المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة ما لم تُخفض انبعاثات الكربون عالميًا بشكل كبير.